الحسن بن صالح ابن حي الهمداني توفي سنة 169 هـ، عاصر جيلا عظيما من أئمة السلف في العلم والعبادة كـ سفيان الثوري وغيره
ومن عجيب أمره ورعه البالغ، باع جارية؛ فقال لمن يريد شراءها: "إنها تنخّمت عندنا مرةً؛ دماً" خوفا من أن يكون بها مرض فيغش المشتري
ومن عجيب أمره كثرة تدبره للقرآن، قام ليلة بسورة النبأ "عم يتساءلون"؛ فغشي عليه! فطلع عليه الفجر ولم يختم السورة
ومن عجيب أمره طول قيامه في الليل، فكان يقسم الليل بينه وبين أمه وبين أخيه؛ فلما ماتت أمه قسمه بينه وبين أخيه، فلما مات أخوه قام الليل كله
كان من رواة الأحاديث، وما أعظمها من منزلة، حتى قال عنه (أبو حاتم الرازي) المعروف بتشدده في الجرح والتعديل: "ثقة حافظ متقن"
من عجيب أمره سرعة تأثّره وبكائه، قال يحيى بن أبي بكير: "قلت له: صف لنا غَسل الميّت! فما قدر عليه مِن البكاء"
ومن عجيب أمره ظهور الخشوع على وجهه، قال أبو سليمان الداراني: ما رأيت أحدا الخوفُ والخشوع أظهر على وجهه؛ من الحسن بن صالح"
ومن عجيب أمره زهده وقناعته، قال عن نفسه: "ربما أصبحتُ وما معي درهم! وكأنّ الدنيا قد حِيْزَتْ لي"
ومن عجيب أمره شدة خوفه من عذاب الله، حتى قرأ "لا يحزنهم الفزع الأكبر"؛ فتأثر تأثراً شديداً! فقيل: "كان وجهه يخضرّ ويصفرّ"
ومن عجيب أمره طول قيامه في الليل، فكان يقسم الليل بينه وبين أمه وبين أخيه؛ فلما ماتت أمه قسمه بينه وبين أخيه، فلما مات أخوه قام الليل كله
من أعظم التزكيات التي حصل عليها قول الإمام (أبي زرعة الرازي) عنه: "اجتمع فيه إتقانٌ وفقهٌ وعبادةُ وزهدُ"
ومع ذلك كله إلا أن أئمة السلف في العلم والزهد؛ انقلبوا عليه، وبدّعوه، وحذّروا منه، حتى بلغ تشديد وتشنيع أئمة السلف عليه أن قال عنه (أحمد بن يونس): "لو لم يُوْلَد الحسنُ بن صالح؛ لكان خيراً له"
فما الذنب الذي وقع فيه الحسن بن صالح كي يتعامل معه أئمة السلف بهذه الطريقة؟ لدرجة تجاهل حسناته وإيجابياته وعدم مجاملته
ذنْبه أنه أجاز الخروج على ولي الأمر الظالم، وتأمل؛ لم يخرج، ولم ينشر قوله، ولم يحرض الناس على الخروج، وإنما كان مجرد رأي
قال الذهبي: "كان يرى الخروج على أمراء زمانه؛ لظلمهم وجورهم، ولكن ما قاتل أبدا"، وقال: "هو من أئمة الإسلام لولا تلبسه ببدعة"
وما كانوا يغترّون بخشوعه، قال أبو سعيد الأشج: "سمعت ابن إدريس يقول: تبسُّم سفيان الثوري؛ أحب إلينا من صَعْق الحسن بن صالح"
يستفاد مما سبق:
* أن القول بالخروج على الحاكم الظالم بدعة لا يُجَامَل قائلُها ولا يُسْكَتُ عنه مهما كان له من العلم والفضل
* أن القول بالخروج على الحاكم الظالم بدعة لا يُجَامَل قائلُها ولا يُسْكَتُ عنه مهما كان له من العلم والفضل
* وأن السلف كانوا يَزِنون الرجل بميزان اتّباع السنة لا بميزان سعة العلم، ولا طول العبادة، ولا كثرة الخشوع، ولا شدة البكاء .
* وأن الرجل قد يكون عالما لكن تكون له بدعة واحدة (تخالف أصلا من أصول أهل السنة) يَخرج بها من أهل السنة ويصير مبتدعا بسببها
وهذا الدرس من أهم ما ينبغي تأمله، لا سيما لمن أراد التعرف على منهج السلف وطريقة تعاملهم مع مَن خالف السنة
عجبا لأمرهم!!
ردحذفو أمرنا أعجب..
بارك الله فيك شيخ بندر..هذه رسالة للخوارم الخوارج.
يا شيخ بندر جزاك الله خيرا على متابعتنا اى الشباب الصغير على الفيس بوك
ردحذفاطلب منك شيئين بعد اذن حضرتك :
الاول هو تكملة باقى شروح العقيده مثل الواسطيه والطحاويه ثم الانتقال الى فروع اخرى بنفس طريقتك فى الاول الثلاثه وكشف الشبهات وغيرهما .
الطلب الثانى ما هى غقيدة اهل السنه فى عمل الجوارح هل هو شرط كمال ام شرط صحه
بارك الله فيكم .
جزاك الله خيرا وعسى الله يكثر من أمثال ويهدي الخوارج والطمة معا أو يعجل بهم ويريحنا منهم
ردحذف