الاعتداء في الدعاء

ستتعرف في هذا المقال على أدب من آداب الدعاء وهو "عدم التعدّي في الدعاء"

جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الاعتداء في الدعاء، أخرجه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني

والاعتداء في الدعاء: التجاوز فيه، وله صور:

الصورة الأولى: أن يدعو بأمر محرم، بعضهم يدعو الله أن يوفقه للمعصية (تمثيل غناء رقص)، وبعضهم يقول (اللهم عليك باليهود ومن هاودهم)، والمهاودة هي المصالحة، والنبي صالح اليهود، فكأنه يدعو على النبي صلى الله عليه وسلم

الصورة الثانية: أن يسأل الله أمراً لا ينبغي له طلبه، كأن يطلب أن يكون نبياً أو يعلم الغيب أو المغفرة للمشركين، بعض الناس يدعو الله أن يرزقه منازل الأنبياء، وبعضهم يدعو الله أن يذلّ أهل المعصية والأفضل الدعاء لهم بالهداية

الصورة الثالثة: أن يسال الله أمراً وهو يعلم أن الله لا يُحقّقه له، كأن يطلب الأولاد والذرية من غير زواج، أو أن يُخلّد فلا يموت أبداً

الصورة الرابعة: أن يسأل الله بالصراخ ورفع الصوت وكأنه ينادي نداء، والله تعالى يقول "ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين" ففيه دليل على أن مخالفة خفض الصوت من الاعتداء، ويقول ربنا عن زكريا عليه السلام "إذ نادى ربه نداء خفيا"

الصورة الخامسة: أن يسأل الله بقلب معرض لاهٍ غير محتاج لله تعالى، والله تعالى يقول "تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين"

الصورة السادسة (وهي من أعجب الصور): أن يسأل الله بألفاظ كثيرة وإن كانت معانيها طيبة، كأن يطلب أموراً تفصيلية وهو قادر على أن يدعو بدعاء مجمل يجمع له كل ما يريد من الدنيا، وهذا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه سمع أحد أبناءه يقول (اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا)، فقال له: يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "سيكون قوم يعتدون في الدعاء" فإياك أن تكون منهم، إنك إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر.. رواه أبو داود وصححه الألباني

والدعاء المجمل كان يحبه النبي صلى الله عليه وسلم، فقد (كان يستحب الجوامع من الدعاء ويدع ما سوى ذلك).. أخرجه أبو داود وصححه الألباني

ومن أمثلة الإطالة غير المشروعة: قول بعضهم: اللهم ارحمنا فوق الأرض وتحت الأرض.. وقول بعضهم: إذا ثقل اللسان وارتخت اليدان..

مفكرة شهر رمضان

في هذا المقال
-->
* في هذا المقال:
التهنئة بشهر رمضان .. فضل شهر رمضان .. فضل الصيام .. ما يفطر وما لا يفطر .. فضل القيام .. تلاوة وختم القرآن .. فضل الصدقة .. فضل العمرة .. الاعتكاف .. فضل وتحديد وتحري ليلة القدر .. زكاة الفطر .. تكبيرات عيد الفطر .. صلاة العيد .. التهنئة بالعيد

 * ما يتعلق بالتهنئة بشهر رمضان:
  1. تجوز التهنئة بشهر رمضان .. ابن باز وابن عثيمين والفوزان
  2. الزيارة لأجل التهنئة جائزة .. ابن عثيمين


* ما يتعلق بفضل شهر رمضان:
  1. قال صلى الله عليه وسلم "إذا دخل رمضان فتحت أبواب (الجنة) وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين" رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم "أبواب (الرحمة)"
  2. قال صلى الله عليه وسلم "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان؛ مُكفّرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر" رواه مسلم
  3. الأعمال الصالحة يُضاعف أجرها بالنظر للزمان؛ كشهر رمضان .. ابن رجب وابن باز


 * ما يتعلق بفضل الصيام:
  1. قال النبي صلى الله عليه وسلم "كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، قال عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا الذي أجزي به إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" .. البخاري ومسلم
  2. استثنى الله الصيام من الأعمال الصالحة؛ فجعل مضاعفته غير منحصرة في سبعمائة ضعف؛ بل يضاعفه الله أضعافاً كثيرة بغير حصر عدد .. ابن رجب
  3. أنواع الصبر الثلاثة كلها تجتمع في الصوم؛ الصبر على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله .. ابن رجب


* ما يتعلق بما يفطر وما لا يفطر:

أولاً .. قاعدة في العمد والخطأ:

 # جميع المفطرات لا تؤثر في الصوم إلا بشروط (ذكرها ابن عثيمين):
1. العلم بأنها تفطر، فمن كان يجهل الحكم فلا يتأثر صومه
2. العلم بدخول وقت الصوم، فمن كان يجهل دخول وقت الفجر فلا يتأثر صومه
3. التذكر، فمن أكل ناسيا أنه صائم أو ناسيا أنه في رمضان فلا يتأثر صومه
4. الإرادة والقصد، فمن كان مخطئا أو مكرها (مجبرا) فلا يتأثر صومه

# ما يحصل للصائم بدون قصد منه كالجروح أو الرعاف (خروج الدم من الأنف) أو تطاير الماء أو البنزين لفمه كل هذا لا يؤثر على الصيام .. ابن باز

ثانياً .. القاعدة فيمن أكل أو شرب ناسيا:

# لا يتأثر صومه، ليست عليه كفارة، لا يقضي، يستمر في صومه، يجب تذكيره وعدم تركه يستمر في الأكل .. ابن باز، ابن عثيمين

ثالثاً .. القاعدة في الإبر الطبية:

* يفرق العلماء بين:
1. الإبرة المغذية
2. وباقي أنواع الإبر
لأن الإبرة المغذية تُغني عن الطعام والشراب فتأخذ حكم الأكل والشرب

# جميع الإبر لا تفطر سواء كانت في الوريد أو العضل، إلا الإبرة المغذية فإنها تفطر .. ابن باز، ابن عثيمين

# إبر التخدير لا تفطر .. ابن باز

# إبر البنسلين لا تفطر .. ابن عثيمين

رابعاً .. القاعدة في الحُقَن:

# الحقن ثلاثة أنواع (ذكرها ابن عثيمين):
1. حقنة مغذية، وهذه تفطر
2. حقنة مقوية، وهذه لا تفطر
3. حقنة للدواء، وهذه لا تفطر

# الحقنة الشرجية يرجع فيها للأطباء فإن كان فيها شيء يفيد الجسم ويعمل عمل المغذي كانت مفطرة وإن لم يكن فيها ما يغذي فإنها لا تفطر .. ابن عثيمين

# التحاميل الشرجية غير مفطرة .. ابن عثيمين

* هناك فرق بين:
1. الحقنة الشرجية
2. والتحاميل الشرجية
فالحقن تكون غالبا لمعالجة الأمعاء وربما وصلت محتوياتها للمعدة، أما التحاميل فهي غالبا لمعالجة البدن من الحرارة أو ما شابه ذلك

خامساً .. القاعدة في القطرات الطبية:

* يفرق العلماء بين:
1. قطرة الأنف
2. وباقي أنواع القطرات
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال "وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما"، فأخذوا منه أن الأنف يعتبر منفذا للمعدة قد يتسبب في إفطار الصائم

# القطرات كلها لا تفطر؛ سواء كانت في الأذن أو العين، لكن لو وجد طعمها في حلقه فالأفضل له أن يقضي احتياطا، أما قطرة الأنف فلا يجوز للصائم استعمالها ويفطر بها إن وجد لها طعما في حلقه .. ابن باز

# القطرة في العين أو الأذن لا تفطر ولو وجد طعمها في حلقه، أما قطرة الأنف فإنها تفطر لو وجد لها طعما في جوفه .. ابن عثيمين

سادساً .. القاعدة في علاج الربو:

* يفرق العلماء بين:
1. الدواء الذي له جرم يدخل المعدة
2. وبين الدواء الذي يتبخر ويتحول لرذاذ ولا يصل إلا إلى الرئة

# بخاخ الربو في الفم لا يفطر .. ابن باز، ابن عثيمين

# علاج مريض الربو على ثلاثة حالات (ذكرها ابن عثيمين):
1. بخاخ الربو، وهذا لا يفطر
2. الأكسجين، وهذا لا يفطر
3. الكبسولة التي تتحول لدقيق ينفجر عبر آلة مخصصة لذلك وتختلط بالريق وقد تصل المعدة، وهذه مفطرة

سابعاً .. القاعدة في الأسنان:

# مراجعة طبيب الأسنان لتنظيف أو حشو أو خلع الضرس كل ذلك لا يفطر .. ابن باز

# تنظيف الأسنان بالفرشاة والمعجون لا يفطر، ولو دخل شيء من ذلك بدون قصد فلا يؤثر في الصوم .. ابن باز

ثامناً .. القاعدة في القيء:

# من تقيأ عمدا أفطر أما من حصل له القيء بدون اختيار منه فلا يفطر .. ابن باز، ابن عثيمين

تاسعاً .. القاعدة في أدوات الزينة:

# الحناء والمكياج والكحل والصابون والأدهان وأدوات التجميل كلها لا تفطر .. ابن باز، ابن عثيمين

# مرهم ترطيب الشفتين لا يفطر .. ابن عثيمين

عاشراً .. القاعدة في العطور وأنواع الطيب:

* يفرق العلماء بين:
1. البخور
2. وغيره من العطور
لأن البخور له جرم يخرج على هيئة دخان فدخوله يختلف عن العطور التي تعتبر رذاذا لا جرم لها

* ملاحظة: بعض العلماء (كابن تيمية) لا يرى البخور مفطرا؛ وهو أقوى من القول بأنه مفطر؛ لأنه كان موجودا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل للصحابة أنه مفطر

# الطيب بأنواعه لا يفطر لكن البخور خاصة له تأثير فلا يستنشقه الصائم .. ابن باز، ابن عثيمين

# البخور يفطر بشرطين: إذا استنشقه عمدا، ووصل للجوف .. ابن عثيمين

# البخور يجوز التطيب به لكن لا يستنشقه، لو وصل للجوف بلا قصد فلا شيء فيه، لو تعمد استنشاقه ووصل للجوف وهو عالم بأنه مفطر فإنه يفطر .. ابن عثمين

# تناول التدخين (شرب السجائر) يفطر .. ابن عثيمين

حادي عشر .. القاعدة في خروج أو إخراج الدم:

* خروج الدم عند العلماء له ثلاث حالات:
1. الحجامة، وهي مفطرة، وفي الحديث "أفطر الحاجم والمحجوم"
2. الدم القليل كدم الجرح وخلع الضرس، وهذا لا يفطر
3. الدم الكثير الذي ينتج عنه ما ينتج عن الحجامة من ضعف الجسم، وهذا يفطر عند بعض العلماء ولا يفطر عند آخرين، والقول بعدم التفطير به أقوى؛ لعدم صحة القياس على الحجامة؛ لأن علة التفطير بالحجامة غير معروفة (تعبّديّة)، ولأنه يلزم منه تفطير من تسبب في أخذ الدم (كالطبيب) قياسا على الحاجم، وهذا لا أعلم أحدا يقول به

# الحجامة مفطرة .. ابن باز، ابن عثيمين

# خروج دم كثير يضعف البدن مفطر لمن تعمد إخراجه .. ابن باز، ابن عثيمين

# التبرع بالدم إن كان كثيرا يضعف البدن كان مفطرا .. ابن عثيمين

# أخذ الدم للتحاليل لا يفطر .. ابن باز، ابن عثيمين

# خروج الدم بالرعاف أو الجروح لا يفطر .. ابن باز، ابن عثيمين

# حقن المريض بالدم مفطر عند ابن باز، ولا يفطر عند ابن عثيمين

# المريض الذي يخرج دمه ويغسل؛ إذا خلط بالدم شيء يغذي فالغسيل مفطر، أما إذا خلط به شيء ينظف أو ما شابه لكن لا يغذي فالغسيل ليس بمفطر .. ابن عثيمين

ثاني عشر .. القاعدة في خروج المني:

# خروج المني له خمس حالات (ذكرها ابن عثيمين):
1. بالجماع، وهذا مفطر
2. بالمباشرة بدون جماع كالتقبيل وغير ذلك، وهذا مفطر
3. بحركة منه كالاحتكاك أو العبث باليد، وهذا مفطر
4. بالتفكير بدون حركة أو فعل، وهذا لا يفطر
5. أثناء النوم (الاحتلام)، وهذا لا يفطر

ثالث عشر .. القاعدة في خروج المذي:

* يفرق العلماء بين:
1. المذي الذي يخرج قبل اكتمال الشهوة
2. والمني الذي يخرج مع انتهاء الشهوة
فالمني هو الذي تنتهي به الشهوة، وهو الذي جاء في الحديث عن الصائم "يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي"

# خروج المذي لا يفطر سواء كان بسبب تفكير أو نظر أو غير ذلك .. ابن باز، ابن عثيمين

رابع عشر .. القاعدة في السباحة والاغتسال:

# الاغتسال أو السباحة أو العوم أو الغوص كل ذلك لا يفطر .. ابن عثيمين

خامس عشر .. القاعدة في المضمضة والاستنشاق:

# المضمضة والاستنشاق لا بد منها في الوضوء فلا يتركها الصائم، لكن لا يبالغ فيها وهو صائم، فإن بالغ ودخل شيء من الماء بدون قصد فلا شيء عليه .. ابن عثيمين

# العلاج بالغرغرة لا يفطر .. ابن عثيمين

سادس عشر .. القاعدة في الأكل والشرب شكا في الوقت:

* يفرق العلماء بين:
1. من أكل شاكا في دخول الفجر
2. ومن أكل شاكا في غروب الشمس
وسبب التفريق أن الأول معه عذر وهو اعتقاده استمرار الليل، وهذا الأصل في حالته
أما الثاني فالأصل في حالته بقاء النهار وعدم غروب الشمس، فلا يحق له أن يفطر ما لم يتأكد من غروبها

# من أكل شاكا في طلوع الفجر فلا شيء عليه، أما من أكل شاكا في غروب الشمس فعليه القضاء .. ابن باز

# من أكل شاكا في طلوع الفجر فلا شيء عليه، ومن أكل ظانا غروب الشمس فلا شيء عليه، أما من أكل شاكا في غروب الشمس فقد أفطر .. ابن عثيمين

* ملاحظة: ابن عثيمين يفرق في الحكم بين الشاك والظان
والفرق بينهما أن الشاك متردد لا يدري فالأولى به ألا يعتمد على الشك
أما الظان فقد غلب على ظنه شيء فهو معذور لأنه أخذ بما غلب على ظنه

سابع عشر .. القاعدة في الريق:

* يفرق العلماء بين:
1. النخامة أو النخاعة أو البلغم
2. وبين اللعاب أو الريق
وسبب التفريق راجع لأمرين: أن اللعاب والريق لا جرم لهما، ويُعتاد وجودهما في الفم
بخلاف النخامة والنخاعة والبلغم التي لها جرم، وليس وجودها في الفم أمرا مُعتادا

# الريق واللعاب لا يفطر، لكن النخامة (النخاعة أو البلغم) فالواجب على الصائم أن يلفظهما ولا يبتلعهما .. ابن باز

# كل ذلك لا يفطر عند ابن عثيمين، وهذا القول أقوى؛ لأنها ليست طعاما ولا شرابا ولا تغذي البدن

ثامن عشر .. القاعدة في المسافر:

# لا فرق بين السفر في وسائل مريحة ولا وسائل شاقة فالحكم واحد .. ابن باز

# المسافر يجوز له أن يصوم ويجوز له أن يفطر .. ابن باز، ابن عثيمين

# المسافر الذي لا يشق عليه الصوم فالأفضل له أن يصوم .. ابن عثيمين

# إن كان في السفر مشقة فيتأكد الفطر ويكره الصوم .. ابن باز، ابن عثيمين

# إن خشي المسافر من ثقل ومشقة القضاء فاختار الصوم في السفر فذلك خير .. ابن باز

# للمسافر ثلاث حالات (ذكرها ابن عثيمين):
1. إن كان الصوم أسهل عليه؛ صام
2. إن كان الإفطار أسهل عليه؛ أفطر
3. إن تساويا؛ فالأفضل أن يصوم

تاسع عشر .. القاعدة في المريض:

# للمرض حالات (ذكرها ابن باز وابن عثيمين):
1. مرض لا مشقة، فيه فهذا لا يبيح الفطر
2. مرض يشق ويرجى الشفاء منه، وهذا يُفطر ويقضي
3. مرض يشق ولا يرجى الشفاء منه، وهذا يفطر ويُطعم عن كل يوم مسكينا

عشرون .. القاعدة في فقدان العقل:

# المجنون والصغير الذي لم يبلغ لا يجب عليهما الصوم ولا يقضي أحد عنهما ولا يعطم أهلهما عنهما .. ابن باز

# من يفقد الوعي أو العقل أو يغمى عليه أثناء النهار فهذا لا يمنعه من إكمال الصوم .. ابن باز

# من فقد عقله يومين أو ثلاثة فإنه لا قضاء عليه، ولو قضى احتياطا لكان أفضل، لكن من أغمي عليه أكثر من ثلاثة أيام فلا يقضي ويعود للصيام إذا رجع له عقله، ولو مات قبل أن يرجع عقله فلا أحد يقضي عنه .. ابن باز

حادي وعشرين .. مسائل متفرقة:

# يتوقف عن الأكل إذا دخل وقت الفجر، فإذا كان المؤذن يؤذن على الوقت فلا ينتظر حتى يفرغ المؤذن من الأذان كما يقول بعض الناس .. ابن عثيمين

# من أفطر بعذر شرعي فلا يجب عليه أن يمتنع عن الطعام والشراب بقية اليوم، كالمريض الذي أفطر ثم شفي، أو المسافر الذي أفطر ثم رجع لبلده .. ابن عثيمين

# المرأة إذا استعملت حبوب منع الحيض فإنها تصوم وتصلي كالمرأة الطاهرة تماما .. ابن باز

* ما يتعلق بفضل القيام:

  1. قال صلى الله عليه وسلم "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري ومسلم
  2. لا فرق بين التراويح والقيام؛ فصلاة الليل في رمضان كلها تُسمّى قياماً .. ابن باز وابن عثيمين
  3. قال صلى الله عليه وسلم "إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة" رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني
  4. مَن صلّى مع إمام يزيد على إحدى عشرة ركعة فالأفضل أن يستمر معه ولا ينصرف قبله حتى يحصل على أجر قيام الليلة .. ابن عثيمين
  5. مَن صلّى في مسجد فيه تراويح وقيام فالأفضل أن يحرص عليهما حتى يحصل على أجر قيام الليلة؛ لأن الإمام الثاني مثل النائب عن الأول وكأنهما صلاة واحدة .. ابن عثيمين

* ما يتعلق بتلاوة وختم القرآن الكريم:

  1. قال ابن عباس رضي الله عنه: كان جبريل عليه السلام يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن .. البخاري ومسلم
  2. تستحب مدارسة القرآن في رمضان، والاجتماع له، وعرضه على من هو أحفظ له .. ابن رجب
  3. يستحب الإكثار من التلاوة ليلاً، قال الله تعالى "إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلا" .. ابن رجب
  4. كان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام
  5. قال صلى الله عليه وسلم "لا يفقه مَن قرأ القرآن في أقل من ثلاث" رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني .. وهذا النهي يراد به من كان يداوم على ذلك، أما في الأوقات الفاضلة كرمضان فلا يُنهى عن ختم القرآن في أقل من ثلاث .. قال ابن رجب: وهو قول أحمد وإسحاق ويدل عليه عمل غيرهم من الأئمة
  6. قال صلى الله عليه وسلم  " الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: رب إني منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان" رواه أحمد وغيره وصححه الألباني
  7. يتأكد في رمضان الإكثار قراءة القرآن لقصد التعبد بتلاوة الحروف، لكونه شهر القرآن الكريم، وقد جرى على هذا عمل السلف الصالح رحمهم الله ورضي عنهم فكانوا يكثرون من الختمات كما نقل ذلك عنهم ابن رجب
  8. هل تصدق أن سبع ساعات تكفي لختم القرآن؟ .. جدول مقترحساعة بعد الفجر .. ساعتان بعد العصر .. أربع ساعات بعد التراويح
  9. لا تجزيء القراءة إلا إذا كان معها صوت تحريك الشفتين واللسان، فلا يُعتبر المرء قارئاً ولا يحصل له أجر التلاوة بمجرد القراءة بالعين أو بالقلب .. ابن عثيمين
  10. يجوز القراءة بالنظر دون التلفّظ بالقرآن؛ لأجل التفكّر وتدبّر المعاني لكن لا يُكتب له أجر تلاوة القرآن .. ابن باز

* ما يتعلق بفضل الصدقة:

  1. قال ابن عباس رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة .. البخاري ومسلم
  2. الجود: سعة العطاء وكثرته .. ابن رجب

* ما يتعلق بفضل العمرة:

  • قال صلى الله عليه وسلم "عمرة في رمضان تقضي حجة أو حجة معي" رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم "تعدل حجة"

* ما يتعلق بالاعتكاف:

  1. قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده .. رواه البخاري ومسلم
  2. يستحب للمعتكف أن يختلي بنفسه ولا يخالط الناس .. أحمد بن حنبل
  3. نصائح لمن أراد الاعتكاف أو الانقطاع عن الدنيا للتعبد: اختم القرآن كل يوم أو يومين، لا تنم ليلاً، ألح في الدعاء، أقلل من الخروج والنوم والأكل والكلام والمخالطة، ابتعد عن الجوال والانترنت
  4. جدول مقترح للمعتكف: بعد الفجر: تلاوة، راحة، بعد الظهر: راحة، بعد العصر: تلاوة، بعد المغرب: إفطار، اغتسال، بعد العشاء: تراويح، تلاوة، قيام، دعاء

* ما يتعلق بفضل وتحديد وتحري ليلة القدر:

  1. قال تعالى "ليلة القدر خير من ألف شهر"
  2. ألف شهر تساوي ثلاثاً وثمانين سنة وثلاثة أشهر
  3. قالت عائشة رضي الله عنها: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله .. رواه البخاري ومسلم
  4. وقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره .. رواه مسلم
  5. قال صلى الله عليه وسلم "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" .. رواه البخاري ومسلم
  6. قيامها: إحياؤها بالصلاة .. ابن رجب
  7. سألت عائشة رضي الله عنها النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها" فقال "قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" رواه الترمذي وصححه الألباني، ثم بيّن الألباني أن زيادة (كريم) لا تصح
  8. يستحب في الليالي التي تُرجى فيها ليلة القدر؛ الاغتسال والتنظف والتزين والتطيب ولبس الحسن من الثياب وأخذ الزينة كما يشرع ذلك في الجمع والأعياد .. ذكر ذلك ابن رجب، ونقله عن جمع من السلف
  9. قيل للضحاك: أرأيت النفساء والحائض والمسافر والنائم لهم في ليلة القدر نصيب؟ فقال: نعم كل مَن تقبّل الله عمله سيعطيه نصيبه من ليلة القدر
  10. قال صلى الله عليه وسلم "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها
  11. وقال صلى الله عليه وسلم "من كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر" رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنه
  12. وقال صلى الله عليه وسلم "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى" رواه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه
  13. قد تكون في الليالي الفردية "الوتر"؛ ثلاث وعشرين، خمس وعشرين، سبع وعشرين، تسع وعشرين، وقد تكون في الليالي الزوجية "الشفع"؛ أربع وعشرين، ست وعشرين، ثمان وعشرين، ثلاثين"
  14. يخطيء مَن يظن أنها لا تأتي إلا في ليالي "الوتر"؛ وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ربطها بالليالي التي (تبقى) فقال "في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى"؛ فإن كان الشهر كاملاً "ثلاثون يوما" فإنها تكون في ليالي الشفع، وإن كان ناقصا "تسع وعشرون يوماً" فإنها تكون في ليالي الوتر، ولا يُعْرَف هذا إلا إذا انتهى الشهر .. (هذا ملخص ما نقله ابن رجب عن بعض أهل العلم)
  15. الليلة تبدأ من أذان المغرب وحتى أذان الفجر
  16. جزم بعض السلف بأن ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين، وبعضهم جزم بأنها ليلة سبع وعشرين؛ فلنحرص أكثر على هاتين الليلتين
  17. أصح ما جاء في علاماتها أن صباحها تطلع فيه الشمس بلا شعاع، بمعنى أن شعاعها يكون ضعيفاً
  18. أحب العبادات في ليلة القدر؛ فيها قولان للسلف: القول الأول: الصلاة، القول الثاني: الدعاء .. وذكر ابن رجب أن أفضل العمل فيها الجمع بين "الصلاة وقراءة القرآن والدعاء"، وأن النبي صلى الله عليه وسلم جمع ذلك كله؛ حيث كان يصلي فإذا مر بآية رحمة سأل الله وإذا مر بآية عذاب استعاذ بالله

* ما يتعلق بزكاة الفطر:

  1. مقدارها صاع، والصاع احتياطا: ثلاث كيلوات .. ابن باز
  2. تجوز الزيادة على المقدار المحدد في الزكاة على سبيل الاحتياط أو على سبيل الصدقة، أما على سبيل التعبّد أو اعتقاد أن الصاع قليل؛ فلا يجوز بل يجب التزام المقدار المحدد شرعاً، والأولى إذا أراد أن يتصدق بما يزيد على الصاع؛ أن يجعلها صدقة منفصلة عن الزكاة .. ابن عثيمين
  3. من طعام أهل البلد "بر أو أرز أو تمر" وغير ذلك .. ابن باز وابن عثيمين
  4. لا يجزيء إخراج القيمة "المال" وتسليمها ليد الفقير .. ابن باز وابن عثيمين
  5. يجوز للإنسان أن يوزع زكاة الشخص الواحد على أكثر من فقير، ويجوز إعطاء الفقير الواحد زكاة أكثر من شخص .. ابن عثيمين
  6. تجب على جميع المسلمين على الصغير والكبير والذكر والأنثى .. ابن باز وابن عثيمين
  7. تجب على كل مسلم بنفسه، لكن لو أخرجها المسؤول عن الأسرة (الزوج، الأب) أجزأت، حتى ولو كان للزوجة أو الابن أو البنت وظيفة وراتباً يختصّ به .. ابن عثيمين
  8. لا يجب إخراجها عن الحمل الذي في البطن فإن أخرج عنه فهو خير .. ابن عثيمين
  9. الخادم المستأجر يخرج زكاته عن نفسه ولا يخرجها عنه صاحب العمل إلا إذا تبرّع بها ورضي الخادم بذلك .. ابن باز وابن عثيمين
  10. الأفضل إخراجها يوم العيد قبل الصلاة .. ابن عثيمين
  11. يجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين فقط "لا أكثر" .. ابن باز وابن عثيمين
  12. ينبغي ألاّ يخرجها إلا في اليوم التاسع والعشرين؛ لاحتمال أن يكون الشهر كاملاً (ثلاثين يوماً)، ولو أخرجها في اليوم الثامن والعشرين ففيه مخاطرة .. ابن عثيمين
  13. يبدأ وقت إخراجها من أذان مغرب يوم الثامن والعشرين؛ ومن أخرجها قبل هذا الوقت فإنه على خطر؛ فإن كان الشهر تسع وعشرون يوماً فإنه يكون أخرجها في وقتها، وإن كان ثلاثون يوماً فإنه يكون أخرحها قبل وقتها  .. ابن عثيمين
  14. من أخرجها قبل وقتها فإنها صدقة؛ يؤجر عليها إن شاء الله، لكنه لم يُزكّ؛ فعليه أن يخرج الزكاة مرة أخرى في وقتها .. ابن عثيمين
  15. السنة إخراجها في بلد المُزكّي نفسه .. ابن باز
  16. الأفضل إخراجها في المكان الذي وجبت عليه فيه الزكاة، فإذا جاء وقتها وهو في بلد غير بلده أخرجها في البلد الذي هو فيه .. ابن عثيمين
  17. لا يجوز تأخير إخراجها إلى بعد صلاة العيد إلا لعذر .. ابن باز وابن عثيمين
  18. الواجب أن تصل في وقتها إما إلى الفقير أو الوكيل الذي يوصلها للفقير فإذا وصلت الزكاة إلى يد الوكيل فكأنها وصلت إلى الفقير حتى لو تأخر الوكيل في إيصالها للفقير .. ابن عثيمين
  19. لا يجزيء دفعها إلا للفقراء خاصة، فلا يعطيها لأقاربه أو جيرانه غير المحتاجين .. ابن عثيمين
  20. لا تُعطى إلا للفقير المسلم .. ابن عثيمين

* ما يتعلق بتكبيرات عيد الفطر:

  1. قال تعالى "ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون"
  2. تبدأ تكبيرات عيد الفطر من غروب شمس ليلة العيد (من أذان مغرب آخر يوم من أيام رمضان)، وتنتهي بدخول الخطيب لصلاة العيد .. ابن عثيمين
  3. من صفات التكبير أن يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
  4. يقال جهراً في المساجد والأسواق والطرقات والبيوت .. ابن عثيمين
  5. النساء يكبرن سراً لا جهراً، لكن يجهرن بها إذا لم يكن حولهن رجال .. ابن عثيمين
  6. ينبغي الحذر من تأديته بالتجويد أو الترتيل "كالقرآن"، ومن تأديته بالتلحين "كالأغاني والأناشيد"
  7. تأديته بصفة جماعية؛ بدعة .. ابن باز وابن عثيمين
  8. لا ينبغي التكبير بالمايكروفون لأن الصحابة لم يكونوا يكبرون له كما يفعلون في الأذان الذي يقصدون لأجله الأماكن المرتفعة .. ابن عثيمين

* ما يتعلق بصلاة العيد:

  1. صلاة العيد واجبة .. ابن باز وابن عثيمين
  2. يتطيّب لها الرجال ويلبسون أحسن ثيابهم بعد الاغتسال والتنظف
  3. تخرج النساء غير متجملات ولا متطيبات .. ابن باز
  4. الحائض تخرج وتعتزل المُصلّى فلا تصلي لكنها تشهد الصلاة وتستمع للخطبة
  5. السنة أن يأكل الإنسان قبل خروجه إلى الصلاة تمرات "أكثر من واحدة واثنتين" ويكون العدد وتراً "فرديا" ثلاث أو خمس أو سبع وهكذا .. ابن عثيمين
  6. إذا كانت في المصلى فيجلس ولا يصلي تحية المسجد، وإن كانت في المسجد فعليه تحية المسجد .. ابن باز
  7. صلاة العيد ليست لها سنة لا قبلها ولا بعدها .. ابن باز
  8. من فاتته صلاة العيد فإنه لا يقضيها .. ابن عثيمين
  9. مَن صام في بلد وأدركه العيد في بلد آخر .. (فماذا يفعل)؟ إليك مُلخّص كلام الشيخ "ابن عثيمين" رحمه الله في المسألة:

  • يلتزم بما عليه البلد الذي هو فيه؛ فإن كانوا في رمضان صام، وإن كانوا في عيد أفطر، بغض النظر عن حال البلد الذي جاء منه
  • إذا كان مجموع الأيام التي صامها في البلد الأول والثاني 30 أو 29 يوما؛ فلا شئ عليه؛ لأن الشهر قد يكون 30 أو 29 يوما
  • إذا كان مجموع الأيام التي صامها في البلد الأول والثاني 28 يوما؛ فإنه يفطر يوم العيد ثم يقضي يوما، ليكون صيامه 29 يوما
  • إذا أفطر يوم العيد ثم سافر ووصل لبلد يصوم أهله اليوم الأخير من رمضان؛ فإنه يستمر مفطرا ولا شئ عليه لأن إفطاره شرعي
  • إذا وصل لبلد يصوم أهله وكان هذا هو اليوم 31 له! فقد قال بعض العلماء: يُفطر سرّاً لا علانية؛ لأن الشهر لا يكون 31 يوما

* ما يتعلق بالتهنئة بالعيد:

  1. تجوز التهنئة بالعيد .. ابن باز وابن عثيمين
  2. التهنئة بالعيد فعلها الصحابة، وهي من الأمور التي اعتادها الناس .. ابن عثيمين
  3. ليس للتهنئة صيغة محددة .. ابن باز وابن عثيمين
  4. تكون التهنئة بما اعتاده الناس ما لم يكن فيه محظور شرعي .. ابن عثيمين

الحديث الذي ستندم لأنك لم تقرأه من قبل

حديث عظيم لا يكاد يسمع به مسلم إلا ندم أنه لم يسمع به من قبل، هذا الحديث ذكر فيه النبي صلى الله عليه وسلم (عبادتين) مِن أيسر وأعجب ما سترون، وذكر لهما "ست فضائل" 

* فإليك الفضائل:
الفضيلة الأولى: لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة
الفضيلة الثانية "وهي ميزة عجيبة": عبادتان يسيرتان
الفضيلة الثالثة: الذي يعمل بهما من الناس قليل
الفضيلة الرابعة: الشيطان يجتهد في صرف المسلم عنهما!!
الفضيلة الخامسة و (السادسة): تزيدان المسلم في يومه وليلته 2500 حسنة (وتمحوان من سيئات يومه وليلته 2500 سيئة)

فما العبادتان العظيمتان؟

العبادة الأولى: أن يقول العبدُ بعد كل صلاة مفروضة "سبحان الله" عشر مرات، "الحمد لله" عشر مرات، "الله أكبر" عشر مرات .. فالعدد ثلاثون

ويلاحظ هنا أن الكثيرين يتساءلون: أليست التسبيحات بعد الصلاة (ثلاث وثلاثون)؟ والجواب أن هناك عبادات جاءت على عدة صفات؛ هذه الصفات تختلف إما من حيث العدد أو الصيغة أو الكيفية ... إلخ، فـ (الحج) مثلا: له ثلاث صفات: التمتع والقران والإفراد .. وهذه الصفة في التسبيحات وإن كانت أقل عدداً من الثلاث وثلاثين إلا أن لها فضيلة عظيمة، مما يؤكد أن الأجر ليس مرتبطاً بكثرة العدد أو كثرة العمل

ولمّا كانت الصلوات المفروضة خمس؛ أصبح العدد: مائة وخمسين .. وبما أن الحسنة بعشر أمثالها .. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فتلك مائة وخمسون في اللسان؛ وألف وخمسمائة في الميزان"

العبادة الثانية: يقول العبدُ قبل النوم "سبحان الله" ثلاثا وثلاثين، "الحمد لله" ثلاثا وثلاثين، "الله أكبر" أربعا وثلاثين؛ فالعدد مائة .. وبما أن الحسنة بعشر أمثالها فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فتلك مائة في اللسان؛ وألف في الميزان"

ولما كانت حسنات العبادتين؛ ألفين وخمسمائة حسنة .. فقد ختم الرسول الحديث بقوله "فأيكم يعمل في اليوم ألفين وخمسمائة سيئة؟!" .. وهذا يعني أن العبادتين تُكفّران من سيئات العبد في ذلك اليوم: ألفين وخمسمائة سيئة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هاتين العبادتين: "لا يحافظ عليهما عبد مسلم إلا دخل الجنة"
وقال "وإنهما ليسير، ومَن يعمل بهما قليل"
وبيّن مكانتهما واجتهاد الشيطان على صرف المسلم عنهما بقوله: "يأتي الشيطانُ إلى أحدكم بعد صلاته؛ فلا يزال يُذكّره حاجته؛ يقول اذكر كذا واذكر كذا؛ حتى يقوم قبل أن يقولها، ويأتي الشيطانُ إلى أحدكم عند منامه؛ فلا يزال يُنوّمه؛ حتى ينام قبل أن يقولها"

الحديث أخرجه أبو داود وغيره، وهو مِن رواية الصحابي "عبدالله بن عمرو بن العاص" رضي الله عنهما، وصحّحه الألباني

حقا إنه حديث عظيم