العالم العابد الذي حذّر منه السلف

الحسن بن صالح ابن حي الهمداني توفي سنة 169 هـ، عاصر جيلا عظيما من أئمة السلف في العلم والعبادة كـ سفيان الثوري وغيره

كان من رواة الأحاديث، وما أعظمها من منزلة، حتى قال عنه (أبو حاتم الرازي) المعروف بتشدده في الجرح والتعديل: "ثقة حافظ متقن"

من عجيب أمره سرعة تأثّره وبكائه، قال يحيى بن أبي بكير: "قلت له: صف لنا غَسل الميّت! فما قدر عليه مِن البكاء"

ومن عجيب أمره ظهور الخشوع على وجهه، قال أبو سليمان الداراني: ما رأيت أحدا الخوفُ والخشوع أظهر على وجهه؛ من الحسن بن صالح"

ومن عجيب أمره زهده وقناعته، قال عن نفسه: "ربما أصبحتُ وما معي درهم! وكأنّ الدنيا قد حِيْزَتْ لي"

ومن عجيب أمره ورعه البالغ، باع جارية؛ فقال لمن يريد شراءها: "إنها تنخّمت عندنا مرةً؛ دماً" خوفا من أن يكون بها مرض فيغش المشتري

ومن عجيب أمره شدة خوفه من عذاب الله، حتى قرأ "لا يحزنهم الفزع الأكبر"؛ فتأثر تأثراً شديداً! فقيل: "كان وجهه يخضرّ ويصفرّ"

ومن عجيب أمره كثرة تدبره للقرآن، قام ليلة بسورة النبأ "عم يتساءلون"؛ فغشي عليه! فطلع عليه الفجر ولم يختم السورة

ومن عجيب أمره طول قيامه في الليل، فكان يقسم الليل بينه وبين أمه وبين أخيه؛ فلما ماتت أمه قسمه بينه وبين أخيه، فلما مات أخوه قام الليل كله

من أعظم التزكيات التي حصل عليها قول الإمام (أبي زرعة الرازي) عنه: "اجتمع فيه إتقانٌ وفقهٌ وعبادةُ وزهدُ"

ومع ذلك كله إلا أن أئمة السلف في العلم والزهد؛ انقلبوا عليه، وبدّعوه، وحذّروا منه، حتى بلغ تشديد وتشنيع أئمة السلف عليه أن قال عنه (أحمد بن يونس): "لو لم يُوْلَد الحسنُ بن صالح؛ لكان خيراً له"

فما الذنب الذي وقع فيه الحسن بن صالح كي يتعامل معه أئمة السلف بهذه الطريقة؟ لدرجة تجاهل حسناته وإيجابياته وعدم مجاملته

ذنْبه أنه أجاز الخروج على ولي الأمر الظالم، وتأمل؛ لم يخرج، ولم ينشر قوله، ولم يحرض الناس على الخروج، وإنما كان مجرد رأي

قال الذهبي: "كان يرى الخروج على أمراء زمانه؛ لظلمهم وجورهم، ولكن ما قاتل أبدا"، وقال: "هو من أئمة الإسلام لولا تلبسه ببدعة"

وما كانوا يغترّون بخشوعه، قال أبو سعيد الأشج: "سمعت ابن إدريس يقول: تبسُّم سفيان الثوري؛ أحب إلينا من صَعْق الحسن بن صالح"

يستفاد مما سبق: 
* أن القول بالخروج على الحاكم الظالم بدعة لا يُجَامَل قائلُها ولا يُسْكَتُ عنه مهما كان له من العلم والفضل
* وأن السلف كانوا يَزِنون الرجل بميزان اتّباع السنة لا بميزان سعة العلم، ولا طول العبادة، ولا كثرة الخشوع، ولا شدة البكاء .
* وأن الرجل قد يكون عالما لكن تكون له بدعة واحدة (تخالف أصلا من أصول أهل السنة) يَخرج بها من أهل السنة ويصير مبتدعا بسببها

وهذا الدرس من أهم ما ينبغي تأمله، لا سيما لمن أراد التعرف على منهج السلف وطريقة تعاملهم مع مَن خالف السنة

عنز ولو طارت

عنز ولو طارت .. يُضرب هذا المثل فيمن يصرّ على الأمر عناداً وتكبّراً بعد ظهور الحقيقة، وأما قصته ففيها الكثير من الغرابة والطرافة معاً.. يحكى أن رجلين شاهدا شيئاً بعيداً، فاختلفا فيه، فقال أحدهما: طائر، وقال الآخر: بل عنز، وبينما هما في جدال إذ طار ذلك الشيء، ففرح الأول بالانتصار على صاحبه، إلا أن الآخر فاجئه بقوله: عنز ولو طارت! 

قرأت لأحدهم قصة مشابهة، حيث دخل صاحبنا محلاً تجارياً فوجد صاحب المحلّ يعبد تمثالاً، وقد وضع أمام التمثال ماءاً وشيئاً من الطعام، فعزم على نصحه في هذا الإله؛ هل يسمع أو ينطق أو يأكل أو يشرب ..؟ وبالتالي هل يملك النفع والضر؟! وفي الوقت التي بدأ صاحبنا محادثة هذا الرجل إذ بالتمثال يسقط على الأرض ويتهشّم، وبدلاً من أن يعترف الرجل بالحقيقة (بلا جدال) إذ به يغضب ويطرد صاحبنا قائلاً: لقد أغضبتَ الآلهة!

والأغرب من هذا كله ما يحكى عن تكفيريّ أنه قال عن حكامنا: (لن أبايعهم؛ حتى ولو دخلوا الإسلامَ من جديد)! بناء على رأيه: لا يريدهم ولو صلحوا! 

وما قاله هذا التكفيري هو حقيقة كل الثوريين، فاحفظها واجعلها راسخة في ذهنك، فإن شواهد الأيام تعضدها، وأفعال القوم تشهد بكرههم لحكامنا (لذواتهم) لا للأفعال التي ينسبونها إليهم تارة كذباً وافتراءاً على الله ورسوله حين يُكفّرون بما ليس بمكفّر، وتارة كذباً وافتراءاً على البشر حين ينسبون لهم ما لم يثبت

هم وإن اختلفوا في تكفير الحكومة خلافاً سائغاً (عندهم) يعذر فيه بعضهم بعضاً، إلا أنهم لا يختلفون في ضرورة استبدالهم والخروج عليهم

ولأن القوم أصحاب باطل، فلا بُدّ أن يكون للشيطان في دعوتهم دور، فلولا تلبيس إبليس ما انتشر منهجهم الذي يتعارض مع ما فطر اللهُ الناسَ عليه، مصداقاً لما في الحديث القدسي: "خلقتُ عبادي حنفاء كلهم، وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم [استخفّتهم] عن دينهم" رواه مسلم

في الوقت الذي لم يسمع فيه الناس بالثورة، كان لبلادنا بعض المعارضين، فيالله؛ تركوا بلاد العالم كلها على ما فيها وتوجهوا لأطهر بقعة على وجه الأرض وأكثر حكام المسلمين تطبيقاً لشريعة الرحمن!

الصفحة الأولى من القصة بدأت من باب (الغيرة على السنة).. فأوحى الشيطانُ إلى بعض أرباب الحماسة أن ثوروا باسم نُصرة المنتظَر؛ حاربوا به الفساد وأنكروا المنكرات وأظهروه وألزموا المسلمين بمبايعته.. لكن الله أحرق هذه الصفحة بأن مات مهديّوهم ولم يظهر أمر أحد منهم، حتى بان لمن بقي منهم على قيد الحياة فساد منهجه، فاللهم اهدهم واكفنا شرّهم

ثم فتح الشيطانُ صفحة ثانية عَنون لها بـ (الغيرة على حقوق الإنسان).. فأوحى إلى رجلين لم يُعرفا بعلم ولا دور يذكر في المجتمع، أن ثورا وهيّجا الناس باسم كرامة الإنسان والاستبداد بالمال.. لكن الله أحرق هذه الصفحة بفضله ورحمته ثم بتمسك أهل الحرمين بدينهم قبل وطنيتهم، لا سيما في ظلّ وجود علماء أجلاء أظهر اللهُ بهم السنة ونصر بهم منهج السلف الصالح، فلم تقم في وقتهم لأهل البدع قائمة، .. فاللهم اهدهما واكفنا شرّهما

ثم فتح الشيطانُ صفحة ثالثة عَنون لها بـ (الغيرة على العقيدة).. فأوحى إلى طائفة من الناس أن كفّروا الحكام باسم الحكم بما  أنزل الله ومعاداة الكفار.. وأحرق الله هذه الصفحة بأهل السنة الصادقين الذين جادلوهم بالعلم وكسروهم بقال الله وقال رسوله وقال السلف الصالح

وهذه الطائفة مِن أعجب مَن خلق الله، فلا هم الذين أتوا على ما قالوا بدليل صحيح صريح، ولا هم الذين أخذوا بفهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين، ولا هم الذين وسعهم ما وسع علماء العصر الذين عرفوا لحكامنا فضلهم ومكانتهم وحذّروا من تكفيرهم والخروج عليهم، وهذا السرّ الذي جعل عداوتهم تتعدى علماءنا بعد أن كانت لحكامنا خاصة، فاللهم اهدهم واكفنا شرّهم

ثم فتح الشيطانُ صفحة رابعة عَنون لها بـ (الغيرة على الحرّية).. فأوحى إليهم أن ثوروا باسم الحرية والتعددية المذهبية ونصرة الموقوفين والدفاع عن المطلوبين والمطالبة بإطلاق سجناء الرأي.. وأحرق الله هذه الصفحة بأن كشف أمرهم وأظهر حقيقتهم وأبان للناس غايتهم وأن لمطالبهم مآرب أخرى، بدليل مخالفتهم للمنهج النبوي في المناصحة والمطالبة، ومخالفة العلماء لهم، إلى جانب استغاثتهم (المكشوفة) بالغرب وتصعيد مطالبهم للخارج، وفي هذا دلالة على أن الغاية ليست تحقق المطالب بقدر ما تكون فرصة لتحقيق الاستبدال الذين تتلهف له قلوبهم وتشتاق له نفوسهم، فاللهم اهدهم واكفنا شرّهم

ثم فتح الشيطانُ صفحة خامسة عَنون لها بـ (الغيرة على الحقوق).. فأوحى إليهم أن أعيدوا فتح صفحة (حقوق الإنسان) بلُغة عصرية وأثيروا الكراهية والبغضاء والنقمة على الحكام باسم (البطالة والفقر والسكن وغلاء الأسعار).. إلا أن الله تبارك وتعالى أحرق صفحتهم هذه بالنصوص المتكاثرة في السنة النبوية والتي تأمر بالسمع والطاعة والصبر عند الابتلاء، ثم بتكاتف العلماء الصادقين وردّهم الناس إلى المنهج النبوي رداً جميلاً، ثم بالكثير من الإصلاحات التي بادر بها الحكام وفقهم الله لكل خير، فاللهم اهدهم واكفنا شرّهم

والآن، فتح الشيطان صفحة جديدة -ولن تكون الأخيرة- عَنون لها بـ (السياسة الشرعية).. فأوحى إليهم أن ثوروا باسم المشاركة السياسية، فرأينا من يطالب بالانتخاب وتحويل الحكومة إلى نظام دستوري ديموقراطي.. وهذه الصفحة في طريقها للاحتراق بإذن الله، لأن مجتمعاتنا بحمد الله لا تستبدل الذي أدنى بالذي هو خير، ولذلك تتركز حركة هذه الطائفة على فئة الشباب، وتعمل على مهادنة جميع الطوائف والفئات، لعلمهم بأن أهل العقيدة الصحيحة لا يستجيبون لهم ولا يقبلون منهم في هذا الباب صرفاً ولا عدلاً

وبعد هذه الحكاية بصفحاتها المتعدّدة، إليك (قاصمة الظهر)، والحجة التي فيها الشفاء لمن في قلبه داء، أو بقايا من الثقة بهؤلاء: حيث إن الثوريون الذين خرجوا سابقاً (باسم الغيرة على العقيدة)، هم الذين يخرجون الآن (باسم الحرية)، وباسم (الحقوق)، وباسم (السياسة الشرعية)! فلا هم الذين كفّوا ألسنتهم عنّا، ولا هم الذين أظهروا صدق غيرتهم على الدين ومطالبتهم بالشريعة وحمايتهم للعقيدة؛ وليت شعري كيف تحولوا من التكفير بحجة عدم الحكم بالشريعة إلى المطالبة بالتخلي عن الشريعة؟ وكيف تحولوا من التكفير بحجة موالاة الكفار إلى المطالبة بالتعايش والتعدّدية والانفتاح؟

لا أجد جواباً لهذا التناقض إلا أحد ثلاث احتمالات:
الأول: أنهم متقلبون سلوكاً تائهون اعتقاداً لا يزالون يبحثون لأنفسهم عن دين يدينون به ومنهج يسيرون عليه
والثاني: أن ورائهم أيدٍ تُحرّكهم كيف ومتى وبأي طريقة أرادتْ
والثالث: أن الثورة غايتهم ومبتغاهم، فتراهم يركبون كل موجة ويستعملون كل طريقة ولو كلّفهم هذا التخلي عن مبادئهم

فاللهم اهدهم واكفنا شرّهم

مفكرة شهر ذي الحجة

من المُرجّح أن هذا المحتوى سيغنيك عن البحث عن فتوى حول عبادات شهر ذي الحجة

* في هذا المقال:
فضائل عشر ذي الحجة 
تكبيرات أيام ذي الحجة وعيد الأضحى 
صيام عرفة 
الأضحية 
صلاة عيد الأضحى 
أيام التشريق 
بعض مسائل الصيام 
ختام العام

* يوم (التروية) هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة
* يوم (عرفة) هو يوم الوقوف بعرفة، وهو اليوم التاسع
* يوم عيد (الأضحى) هو اليوم العاشر، ويسمى عيد (النحر) أو يوم النحر

* فضائل العشر الأولى من شهر ذي الحجة:

  1. قال صلى الله عليه وسلم "ما العمل في أيام أفضل منها في هذه" قالوا: ولا الجهاد؟! قال "ولا الجهاد؛ إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء" .. رواه البخاري
  2. دل الحديث على مضاعفة جميع الأعمال الصالحة في العشر من غير استثناء شيء منها .. ابن رجب
  3. الأيام إذا أُطلقت؛ دخلت فيها الليالي تبعاً، وكذلك الليالي تدخل أيامها تبعاً .. ابن رجب
  4. قال تعالى "والفجر وليال عشر"، وهذا الإقسام يدل على فضيلة لياليه .. ابن رجب
  5. هذه الليالي؛ هي ليالي عشر ذي الحجة، وهو قول ابن عباس، بل قول جمهور المفسرين من السلف وغيرهم .. ابن رجب
  6. قيام ليالي العشر مستحب، وكان سعيد بن جبير وهو الذي روى حديث فضيلة عشر ذي الحجة؛ إذا دخل العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يُقدر عليه، وروي عنه أنه قال "لا تُطفئوا سُرُجَكم ليالي العشر" تعجبه العبادة .. ابن رجب

* تكبيرات أيام ذي الحجة وتكبيرات عيد الأضحى:


  1. صفة التكبير أن يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد .. ابن عثيمين
  2. يقال جهراً في المساجد والأسواق والطرقات والبيوت .. ابن عثيمين
  3. النساء يكبرن سراً لا جهراً، لكن يجهرن بها إذا لم يكن حولهن رجال .. ابن عثيمين
  4. ينبغي الحذر من تأديته بالتجويد أو الترتيل "كالقرآن"، ومن تأديته بالتلحين "كالأغاني والأناشيد"
  5. تأديته بصفة جماعية؛ بدعة .. ابن باز وابن عثيمين
  6. لا ينبغي التكبير بالمايكروفون لأن الصحابة لم يكونوا يكبرون له كما يفعلون في الأذان الذي يقصدون لأجله الأماكن المرتفعة .. ابن عثيمين
  7. تى يبدأ التكبير ومتى ينتهي؟ الجواب: التكبير في عيد الأضحى يختلف عن التكبير في عيد الفطر، والحديث هنا عن عيد الأضحى، أما ما يتعلق بعيد الفطر فالحديث عنه في مفكرة شهر رمضان
وهذا مُلخّص كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حول تكبيرات عيد الأضحى:
(الفائدة الأولى): التكبير في أيام ذي الحجة نوعان (مُطلق) و (مُقيّد)، فالتكبير المطلق: هو التكبير الذي لم يُحدّد بوقت ولا سبب، بل يكون متاحاً في كل ساعات الليل والنهار، والتكبير المقيد: هو الذي يكون عقب الصلوات المفروضة الخمس
(الفائدة الثانية): التكبير المطلق يبدأ من دخول شهر ذي الحجة وينتهي بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، فتكون بدايته (تحديداً)؛ بأذان مغرب آخر أيام شهر ذي القعدة، وتكون نهايته بأذان مغرب ثالث أيام التشريق
(الفائدة الثالثة): التكبير المقيد يبدأ من يوم عرفة وينتهي بغروب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، فتكون بدايته (تحديداً)؛ بالتكبير الذي بعد صلاة فجر يوم عرفة، وتكون نهايته بالتكبير الذي بعد صلاة عصر ثالث أيام التشريق، لأن أذان مغرب هذا اليوم يعني انتهاء اليوم فلا يُكبّر بعد صلاة المغرب
(الفائدة الرابعة): بناء على ما سبق؛ يكون بدء التكبير المطلق قبل بدء التكبير المقيد بثمانية أيام، وينتهيان في يوم واحد، ويشتركان في خمسة أيام

* يوم عرفة:

  1. قال صلى الله عليه وسلم "صيام يوم عرفة؛ أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده" رواه مسلم
  2. مَن كان عليه قضاء مِن رمضان ولو يوماً واحداً؛ فعليه أن يقضي الصوم الواجب قبل أن يصوم التطوع .. ابن باز وابن عثيمين
  3. يجوز أن يصوم المسلم التطوع؛ كعرفة وعاشوراء والأثنين والخميس، ولو كان عليه قضاء من رمضان، لكن تقديم القضاء على التطوع أولى .. ابن عثيمين
  4. يجوز أن يصوم عرفة بعدّة نيّات؛ كنيّة صيام عرفة مع الأثنين أو الخميس، أو نيّة صيام عرفة مع قضاء أحد أيام رمضان .. ابن عثيمين
  5. من فاته صيام يوم عرفة فإنه لا يقضيه .. ابن عثيمين
  6. الحاج لا يصوم عرفة .. ابن عثيمين
  7. يجوز صيام يوم عرفة ولو صادف يوم الجمعة .. ابن عثيمين

* الأضحية:

  • الأضحية سنة وليست واجبة .. ابن باز وابن عثيمين
  • الأضحية تجزيء عن الرجل وعن أهل بيته وعمّن أدخله معه من المسلمين .. ابن عثيمين
  • العائلة الواحدة تكفيهم أضحية واحدة، حتى ولو كان للرجل أبناء موظفون ومتزوجون ولهم رواتب، بشرط أن يكون طعامهم وشرابهم واحداً، بمعنى أن يكون المطبخ واحداً، أما إن كان لكل واحد منهم مطبخ خاص به فأضحيته تختلف عن أضحية الآخر .. ابن عثيمين
  • الذي يذبح الأضحية هو المسؤول عن البيت؛ الأب أو الزوج أو الابن الأكبر أو الأخ الأكبر .. ابن عثيمين
  • المرأة لا تلزمها أضحية؛ بل تدخل مع الرجل، الأب أو الزوج أو الابن أو الأخ، لكن لو أرادت أن تضحي فلها ذلك، وتمتنع من أخذ شعرها وأظافرها؛ كالرجل تماما .. ابن عثيمين
  • يجوز للمرأة أن تضحي .. ابن باز وابن عثيمين
  • الأضحية عن الميت لها ثلاث حالات (تفصيل ابن عثيمين): 
الحالة الأولى: أن يوصي الميت؛ فيُضحى عنه من ماله تنفيذاً لوصيّته
الحالة الثانية: أن يُضحي الحي عن نفسه وينوي إدخال الميت معه في الأضحية؛ فهذا جائز
الحالة الثالثة: أن يضحي عن الميت أضحية خاصة به؛ والأفضل في هذه الحالة ألاّ يفعلها لأن النبي صلى الله عليه وسلم مات عمه حمزة وزوجته خديجة وغيرهم؛ ولم يضح عنهم أضحية خاصة بهم أو بكل واحد منهم


  • للمسلم أن يقترض كي يضحي، متى ما كان يتوقّع القدرة على أداء الدين .. ابن باز وابن عثيمين
  • الأضحية من الإبل أو البقر يجوز أن يشترك فيها سبعة رجال، أما إن كانت من الغنم فلا تجريء إلا عن رجل واحد .. ابن عثيمين
  • المغترب الذي يعيش في بلد وأهله في بلد آخر؛ يجوز له أن يرسل المال لأهله ليذبحوا عنه الأضحية .. ابن عثيمين
  • الأفضل ألاّ يضحي الإنسان بأكثر من شاة واحدة .. ابن عثيمين
  • الحاج لا يضحي، لكنه يستطيع أن يترك لأهله المال ليشتروا هم أضحيتهم ويذبحونها عن أنفسهم، ويذبح هو هدي الحج بمكة ولا يضحي .. ابن عثيمين
  • يجوز للحاج الذي نوى أن يضحي أن يذبح أضحيته بمكة .. ابن باز
  • من الأخطاء إرسال المال لبلد آخر لتُذبح عنه الأضحية هناك، بل الأضحية تكون في بلد المضحّي نفسه .. ابن عثيمين
  • الأضحية لا تكون إلا من بهيمة الأنعام؛ وهي: الإبل أو البقر أو الغنم
  • لا بد أن أن تبلغ الأضحية السنّ المحددة شرعاً؛ فمن الإبل ما بلغ خمس سنين، ومن البقر ما بلغ سنتين، وأما الغنم فنوعان؛ فإن كانت من الماعز فما بلغ سنة، وإن كانت من الضأن فما بلغ نصف سنة
  • الوقت المحدد شرعاً للذبح هو من بعد صلاة عيد الأضحى وحتى أذان مغرب آخر أيام التشريق .. ابن باز وابن عثيمين
  • لا تجزيء الأضحية إلا إذا كانت سالمة من العيوب التالية (تفصيل ابن عثيمين):
العيب الأول: أن تكون عوراء عَوَراً واضحاً؛ كأن تبرز عينها أو تنخسف أو يظهر عليها اللون الأبيض
العيب الثاني: أن تكون مريضة مرضاً واضحاً؛ كأن تبدو عليها الحمّى أو الجرب
العيب الثالث: أن تكون عرجاء عرجاً واضحاً يبدو ذلك في مشيتها
العيب الرابع: أن تكون هزيلة هزالاً واضحاً 
  • البهيمة المقطوعة أذنها، أو المكسور قرنها، أو التي لا ترى بإحدى عينيها لكن من رآها لم يعرف أنها عوراء؛ كل هذه تجزيء وتجوز التضحية بها .. ابن عثيمين
  • من نوى أن يضحي فإنه يمتنع من أخذ شيء من شعره أو أظافره أو جلده من حين دخول شهر ذي الحجة وحتى يذبح أضحيته .. ابن باز وابن عثيمين
  • الذي يمتنع هو صاحب الأضحية، أما أهل بيته ومن أدخلهم معه في نية الأضحية فلا يمتنعون من ذلك .. ابن عثيمين
  • إذا وكّل من يشتري أو يذبح عنه الأضحية فالذي يمتنع من أخذ شعره وأظافره هو صاحب الأضحية وليس الذي سيقوم عنه بالشراء أو الذبح .. ابن باز وابن عثيمين
  • من أخذ من شعره أو أظافره نسياناً فلا شيء عليه .. ابن عثيمين
  • من أخذ من شعره أو أظافره قبل أن ينوي الأضحية، ثم نوى أن يضحي قبل العيد بيوم أو يومين مثلاً؛ فلا شيء عليه، وليمسك عن شعره وأظافره من حين نوى الأضحية .. ابن عثيمين
  • من أخذ من شعره أو أظافره فعليه أن يتوب ولا كفارة عليه، كما لا يمنعه هذا من ذبح أضحيته .. ابن عثيمين
  • الحاج إن نوى أن يضحي فعليه أن يمتنع من أخذ شعره أو أظافره .. ابن باز
  • من احتاج أخذ من شعره أظافره فله ذلك ولا شيء عليه؛ مثل أن ينقطع الجلد أو الظفر فيحتاج لقصّه، أو يحتاج لحلق أو قص شعره للتدواي من جرح أو نحوه .. ابن عثيمين
  • السنّة أن يأكل من أضحيته، ويُهدي، ويتصدق .. ابن باز وابن عثيمين
  • الأفضل أن يُقسّم الأضحية لثلاثة أقسام؛ يأكل ثلثها، ويُهدي ثلثها، ويتصدق بالثلث الأخير، وهذا ليس بواجب، بل يجوز أن يأكل نصفها ويجعل النصف الباقي هدية وصدقة .. ابن عثيمين

* بدء نية الصيام من النهار:
بمعنى أن يؤذن الفجر وهو لا ينوي الصيام، ثم يطرأ عليه أن يصوم بعد أذان الفجر؛ سواء في الصباح أو في الظهر أو في العصر، بشرط ألاّ يكون قد أكل أو شرب قبل بدء النية

مُلخّص كلام الشيخ ابن عثيمين أن الصوم أربع حالات:

الحالة الأولى: صيام رمضان؛ وهذا يجب أن ينوي المسلم صيامه من الليل، يعني قبل أذان الفجر
الحالة الثانية: قضاء رمضان؛ وهذا مثل الحالة الأولى
الحالة الثالثة: التطوع المُقيّد؛ وهو ما حُدّد في الشريعة بـ (صوم يوم)؛ كعرفة وعاشوراء؛ وهذا إن نواه المسلم من الليلة كُتب له فضيلة صيامه، وإن نواه من النهار (بعد أذان الفجر، أو بعد الظهر، أو بعد العصر) كُتب له الأجر من الوقت الذي نواه، ويكون قد صام جزءاً من اليوم ولم يصمه كله، فلا يتحصّل على الفضيلة التي جاءت في صيام ذلك اليوم المحدد
الحالة الرابعة: التطوع المُطلق؛ وهو ما لم يُحدّد في الشريعة بأنه يوم؛ وهذا يجوز للمسلم أن ينويه من النهار ويُكتب له الأجر من الوقت الذي نواه ولا تفوته فضيلة

* قطع الصيام:
والمعنى أن يصوم اليوم ثم يبدو له أن يفطر ويقطع صيامه ليصوم يوماً آخر بدلاً عنه

مُلخّص كلام الشيخ ابن عثيمين ما يلي:

  1. قضاء رمضان لا يجوز قطعه
  2. التطوع يجوز قطعه
  3. مَن عزم على الإفطار فإنه يكون مُفطراً ولو تراجع عن الأكل بعد حين؛ مثل رجل عزم على الإفطار ثم نظر إلى الطعام فلم يعجبه فتراجع عن الأكل
  4. مَن تردّد في الإفطار فإن صيامه صحيح والتردد لا يعتبر مُفطّراً
  5. مَن علّق الإفطار على شئ فإنه لا يُفطر؛ مثل رجل قال: إن وجدتُ ماءاً شربتُ، ثم لم يجد الماء، فهذا لا يُفطر

* صلاة عيد الأضحى:

  • صلاة العيد واجبة .. ابن باز وابن عثيمين
  • يتطيّب لها الرجال ويلبسون أحسن ثيابهم بعد الاغتسال والتنظف
  • تخرج النساء غير متجملات ولا متطيبات .. ابن باز
  • الحائض تخرج وتعتزل المُصلّى فلا تصلي لكنها تشهد الصلاة وتستمع للخطبة
  • الأفضل أن يخرج لعيد الأضحى صائماً حتى يذبح أضحيته فيأكل منها .. ابن عثيمين
  • إذا كانت في المصلى فيجلس ولا يصلي تحية المسجد، وإن كانت في المسجد فعليه تحية المسجد .. ابن باز
  • صلاة العيد ليست لها سنة لا قبلها ولا بعدها .. ابن باز
  • من فاتته صلاة العيد فإنه لا يقضيها .. ابن عثيمين

* أيام التشريق:

  • أيام التشريق ثلاثة أيام؛ الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة
  • قال تعالى "ويذكروا اسم الله في أيام معلومات" وقال تعالى "واذكروا الله في أيام معدودات" .. قال ابن عباس: "واذكروا الله في أيام معلومات" أيام العشر، والأيام المعدودات أيام التشريق
  • قال صلى الله عليه وسلم "أيام التشريق أيام أكل وشرب" وفي رواية "وذكر لله" رواه مسلم
  • لا يجوز صيام أيام التشريق .. ابن باز وابن عثيمين

* ختام العام:

  • لم يكن السلف يتقصّدون (ختم العام) أو (بدء العام الجديد) بعبادة كالصيام أو الصدقة أو محاسبة النفس؛ وعليه: فتخصيص بداية أو نهاية العام بعمل شرعي: بدعة منكرة
  • ليس هناك دليل يثبت أن لكل عام صحيفة أعمال تُطوى بانتهائه
  • ليس في الشرع (دعاء) لأول أو لآخر العام (بكر أبو زيد)
  • لا بأس بالتهنئة بالعام الهجري؛ لأن هذا من العادات (ابن عثيمين)
  • لا تجوز التهنئة بالعام الميلادي؛ لأنه ليس عاماً شرعياً، ولأنه يوافق عيداً من أعياد الكفار (ابن عثيمين)
  • تخصيص خطبة آخر جمعة في العام للحديث عن العام المنصرم؛ فعلٌ لا أصل له (الفوزان)
  • من الأمور التي تدل على أن الشرع لم يجعل لنهاية أو بداية العام أي عبادة خاصة؛ أن التأريخ الهجري لم يُحدّد إلا في عهد عمر رضي الله عنه